الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، جعل الدنيا دار امتحان واختبار
،
والآخرة دار جزاء وقرار
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المختار,
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأطهار ,
وصحبه الأخيار وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم القرار.
أما بعد : فاتقوى الله عباد الله حق التقوى واستمسكوا من دينكم
بالعروة الوثقى
واعلموا
أن كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِل......... وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ
وكل ابن أنثى
ولو تطاول عمره ...... إلى الغاية
القصوى فللقبر آيل
وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً
سيعرفُ سعيهُ ..... إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَهِ الحصائل
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلا تَـمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
عباد الله
الامتحانات والإختبارات موضوع
يتكرر في نهاية كل فصل دراسي ,
وحدث يفرض نفسه على المجتمع , ومع ذلك هو مناسبة فيها عظة وعبرة لكل
مؤمن ومؤمنة
فكما أن هذه الدنيا فيها
امتحان واختبار , فكذلك الآخرة
فيها الأمتحان الأكبر , وفيها الجزاء والحساب (يَوْمَئِذٍ
تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ)
فاستعدوا عباد الله لهذا اليوم العظيم وحاسبوا
أنفسكم قبل تحاسبوا , وزنوها قبل أن توزنوا , فاليوم عمل بلاحساب وغدا حساب بلا
عمل
يقول الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه , وهو يحدثنا بحديث عظيم عن النبي صلى الله
عليه وسلم
وهو يصف حال الإنسان إذا ارتحل من هذه الدنيا , وتعرض للإختبار
والإمتحان
يقول رضي الله عنه
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ
فَانْتَهَيْنَا إِلَى
الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ (يعني حفروا القبر وبقي اللحد بقي القليل حتى
ينتهوا )
فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى
رُءُوسِنَا الطَّيْرَ
وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ
فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اسْتَعِيذُوا
بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قلنا : أعوذ بالله من عذاب القبر
قال استعيذوا بالله من عذاب القبر , قلنا : أعوذ بالله من عذاب القبر
قال استعيذوا بالله من عذاب القبر , قلنا : أعوذ بالله من عذاب القبر
ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم
إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ
الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ
الْآخِرَةِ
وهنا يصف النبي صلى الله عليه وسلم حال المؤمن التقي وهو في لحظات
الإحتضار والإنتقال
من الدنيا إلى الآخرة إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي
انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا
وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ
مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ
بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ
أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ
حَنُوطِ الْجَنَّةِ , حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ
مَدَّ الْبَصَرِ
ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ
عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ ياأَيَّتُهَا
النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ نفس طيبة محافظة على طاعة الله تعالى و
محافظة على الصلاة مؤدية للزكاة واصلة للرحم , نفس طيبة في جسد طيب
قَالَ صلى الله عليه وسلم فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ
الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ
فَيَأْخُذُهَا أي
ملك الموت
فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ هؤلاء الملائكة الذين نزلوا بأكفان من الجنة وحنوط من الجنة , لا يتركوا هذه الروح الطيبة تتأخر في يد ملك الموت
فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ هؤلاء الملائكة الذين نزلوا بأكفان من الجنة وحنوط من الجنة , لا يتركوا هذه الروح الطيبة تتأخر في يد ملك الموت
فلا يدعوها في يده طرفة عين حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي
ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ
الْحَنُوطِ
وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ
وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ
قَالَ صلى الله عليه وسلم فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا
مَا هَذَا
الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ
بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ
الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا
وتفتح له أبواب السماء فَيُشَيِّعُهُ
مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا
(أي كلما دخل سماء استقبلته ملائكة هذه السماء واصطحبوه إلى السماء
التي تليها )
حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ ِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى
قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ
فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ
مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ
لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ
مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي
بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُك فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ
فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُك فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ
فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ
أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ
الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ
وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ
رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ
بَصَرِهِ
قَالَ صلى الله عليه وسلم وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ في قبره حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ
فَيَقُولُ لَهُ
مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا
عَمَلُكَ الصَّالِحُ
( نعم أيها المؤمنون : هذا عملك الصالح , هذا صلاتك وصيامك وحجك , هذا
صلاتك في الليل والناس نيام , هذا صيامك في اليوم شديد الحرهذا عنايتك وتربيك
لأولادك والصبر على إيقاظهم للصلاة وتربيتهم التربية الحسنة , هذا غضك للبصر وحفظ
لسانك من الغيبة والنميمة , أتضن أن عملك ضاع سدى
هو والله برك بوالديك وصلتك لأرحامك , هذا أمرك بالمعروف ونهيك عن
المنكر , هذا صبرك على الإبتلاءات وعلى الأمراض وعلى منغصات الحياة , نعم هو عملك
الصالح
فَيَقُولُ هذا العبد المؤمن وهو في قبره قد
فرش له من الجنة والبس من اللجنة وفتح له باب من اللجنة فهو ينظر إلى جنة النعيم
ينظر إلى مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يقول رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي
وَمَالِي
فهنيئا أيها المؤمنون لمن كان هذا حاله في قبره
قَالَ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ وهنا ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم ليتحدث عن حال الكافر الشقي وهو يفارق الحياة الدنيا وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ
ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ
رَأْسِهِ فَيَقُولُ يأَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ
قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ هذه الروح تتفرق في الجسد
فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ
مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ
فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا
فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ
وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ
الْأَرْضِ
فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا
فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا
حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ
لَهُ فَلَا يُفْتَحُ
لَهُ
ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم((
لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ
السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ }
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا
كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ
طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ
السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ
أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ
سَحِيق )
فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي
فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ
لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ
الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ
فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَأَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ
أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُواَ لَهُ مِنْ النَّارِ
وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا
وَسَمُومِهَا
وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ
ياله من منظر مروع فراشه في قبره من
النار ومفتوح له باب إلى النار يأتيه حرها وسمومها ينظر إلى نار جنهم يأكل بعضها
بعضا , أعوذ بالله من النار
قال صلى الله عليه وسلم وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ
الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ
فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ مع هذا الشقاء الذي هو فيه فراشه النار ومضيق عليه حتى اختلفت اضلاعه ومفتوح له باب إلى جنهم , يأتيه هذا ويبشره بعذاب أعظم من ذلك فيقول
أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ , أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا
يَوْمُك الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ
بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا
عَمَلُكَ الْخَبِيثُ أنا لست غريبا عليك , أنا معصيتك ,أنا تركك للصلاة وهجرك
للمسجد , أنا وقوعك في الفاحشة أنا معصيتك لوالديك وقطعك للرحم
فَيَقُولُ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ(
عباد الله
هذه هي النهاية إما روضة من رياض الجنة , وإما حفرة من حفر النار ,
لاخيار ثالث
و أنت الآن في وقت المهلة , والخيار لك
الخطبة الثانية
الحمدلله
وأشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
تبدأ بإذن الله بعد غدا الأحد اختبارات الفصل الأول لهذا العام
ولنا مع هذه الإمتحانات عدد من الوقفات والوصايا:
أولى تلك الوصايا أنه ينبغي للأب الحرص على تعليم أولاده وتدريسهم , وتشجيهم على الدراسة , وترغيبهم
فيها , وأن يحرص في هذه الأيام أيام الإمتحانات أن يفرغ أبناءه للمذاكرة ,
وألا يشغلهم بطلبات أو يكلفهم بأعمال تؤثر عليهم وعلى دراستهم
المسألة الثانية : ينبغي أن يحرص الآباء على مراقبة ابنائهم خصوصا بعد
خروجهم من الإختبارات , فالإحصائيات التي تتكلم عن قضايا التفحيط وحوادث السيارات والقضايا
الأخلاقية, أكثر ماتكون ارتفاعا خلال هذين الاسبوعين القادمين ,
وكذلك في أيام الإختبارات يَنْشُطُ مُرَوِّجُو الْمُخَدِّرَاتِ فِي
بَيْعِ الْحُبُوبِ الْمُسَهِّرَةِ ، وَالْمُسَمَّاةِ
(بِالكِبْتَاجُون) وَهَذَا شَبَحٌ مُخِيفٌ يَتَسَلَّلُ بَيْنَ
الطُّلَّابِ، وَهُمْ غَيْرُ
مُبَالِينَ بِالنَّتَائِجِ الْمُتَرَتِّبَةِ مِنْ جَرَّاءِ
اسْتِخْدَامِهَا, وماتسببه من آثار سلبية خطيره فليحذر الطلاب من ذلك , ولينتبه
الآباء على أبناءهم
كما ينبغي لولي الأمر أن يعرف وقت خروج ابنه من المدرسة
.. وهل هي فترة واحدة أو فترتين
.. فيرتب أموره على أن يعود الطالب إلى منزله بعد
الانتهاء من الاختبار فورا
أما أن يتركه .. ولا يعلم متى يعود .. ومع من
يعود ... فهذا من تضييع الأمانة
وعلى كل أب
بعد أن أخذ بجميع الأسباب وعمل جميع الاحتياطات
أن يلجأ إلى الله عزوجل فيدعوه بأن يحفظ أولاده ويقيهم شر الأشرار فالله خير
حافظ وهو أرحم الراحمين
اللهم وفِّقهم في اختِباراتِهم الدراسيةِ. ...اللهم
اكتُب لهم التوفيقَ والنجاحَ والسعادةَ والصلاحَ واعصِمهم من مُضِلاَّتِ الفتنِ يا
ربَ العالمينَ. ، اللهم آمنا في أوطاننا ،وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا
واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك , واتبع رضاك يا حي يا
قيوم ياذا الجلال والإكرام
اللهم عليك
بالحوثية, ومن عاونهم, اللهم شتت شملهم,
وفرق جمعهم , وانصرنا عليهم ,
اللهم انصر أهل الشام فقد تسلَّطَ عليهم أعداءُ المِلَّة والسُّنَّة
فدمَّروا بيوتَهم، وقتلُوا رجالَهم ونساءَهم وأطفالَهم، وانتهَكوا أعراضَهم. اللهم
عليك بأعداء الملة والسنة في كل مكان. اللهم انقطَع الرجاءُ إلا منك، وخابَت
الظُّنونُ إلا فيك، وضعُفَ الاعتمادُ إلا عليك أنت ملاذُنا، وأنت عِياذُنا، وعليك
اتِّكالُنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق