الخميس، 26 مايو 2016

ملخص مفطرات الصيام لابن عثيمين

ملخص مفطرات الصيام لابن عثيمين

أولاالمفطرات و هي :

1-الأكل 2- الشرب 3- ماكان بمعنى الأكل والشرب , مثل الإبر المغذية

4- قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة

5- السعوط : وهو مايصل إلى الجوف عن طريق الأنف

6- الجماع

7- إنزال المني باختياره بتقبيل أو لمس أو استمناء أو تكرار نظر أو نحو ذلك

8- القيء عمدا 9- إخراج الدم بالحجامة 10-  التبرع بالدم الكثير

11- خروج دم الحيض والنفاس

12- أن ينوي الفطر جازما غير متردد, أما إذا تردد في الإفطار فلا يبطل صومه


تنبيه : هذه المفطرات , لايفطر بها الصائم إلا بثلاثة شروط:
1-             أن يكون عالما بالحكم الشرعي , عالما بالوقت
2-             أن يكون ذاكرا غير ناس
3-             أن يكون مختارا غير مكره


ثانياً : أمور ليست من المفطرات . وهي :

1- قطرة العين 2- قطرة الأذن 3- بخاخ ضيق التنفس 4- التحاميل في الدبر

5- إبرة الوريد , و إبرة العضل , و إبرة البنسلين

6- مايدخل في الجسم عبر مجرى الذكر من منظار أو محلول أو دواء

7- إذا جرح الصائم ونزف دمه بغير اختياره 8- الرعاف 

9- بنج الأسنان وخلع الضرس لكن لايبلع الدم الخارج من الضرس , فإن ابتلاعه مفطر

10- تحليل دم الصائم بأخذه عينة قليلة 11- الغرغرة في الفم , لكنها مكروهة إلا لحاجة

12- منظار المعدة إلا أن يكون في هذا المنظار دهن أونحوه يصل إلى المعده فإنه يفطر

13- مرهم إزالة الجفاف من الشفتين

14- الفرشاة والمعجون , لكن الأولى ألا يستعملها لما في المعجون من قوة النفوذ والنزول إلى الحلق

15- الدهون بجميع أنواعها سواء في الوجه أو في الظهر أو في أي مكان

16- أدوات المكياج 17- الكحل  18- استنشاق الفيكس

19- شم الطيب سواء كان دهنا أو بخورا , لكن  استنشاق البخور يفطر إذا وصل إلى الجوف

20- بلع الريق 21- خروج المني بالإحتلام أو بالتفكير  22- خروج المذي 


المراجع
1- مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
2- فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين رحمه الله
3- الشرح الممتع لابن عثيمين رحمه الله

إعداد : عبدالرحمن المقيبلي


مختصر المفطرات المعاصرة

مختصر المفطرات المعاصرة
كتبها: د. خالد المشيقح
اختصرها: عبدالرحمن المقيبلي

بسم الله الرحمن الرحيم
أجمع العلماء على أربعة أشياء تفسد الصوم :
1-   الأكل .
2-   الشرب .
3-   الجماع .
4-   الحيض والنفاس .
والمراد بـ " المفطرات المعاصرة " : مفسدات الصيام التي استجدت وهي كثيرة :
المسألة الأولى : بخاخ الربو :
لا يفطر , وهو قول الشيخ ابن باز وابن عثيمين , وابن جبرين رحمهم الله , واللجنة الدائمة للإفتاء.
المسألة الثانية : الأقراص التي توضع تحت اللسان :( لعلاج بعض الأزمات القلبية)
لا تفطر
المسألة الثالثة : منظار المعدة :
لا يفطر
لكن يستثنى إذا وضع الطبيب على هذا المنظار مادة دهنية مغذية لكي يسهل دخول المنظار إلى المعدة فإنه يفطر .
المسألة الرابعة : القطرة التي تستخدم عن طريق الأنف :
باتفاق الأئمة الأربعة أن قطرة الأنف إذا وصلت الحلق أو الجوف أنها مفطرة,
وعليه فالأقرب أنها تفطر, قال به الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
المسألة الخامسة : بخاخ الأنف :
لا يفطر
المسألة السادسة : التخدير :
وتحته أنواع :
الأول : التخدير الجزئي عن طريق الأنف :
وذلك بأن يشم المريض مادة غازية تؤثر على أعصابه فيحدث التخدير : فهذا لا يفطر 
الثاني : التخدير الجزئي الصيني :
نسبة إلى بلاد الصين :
يتم بإدخال إبر جافة إلى مراكز الإحساس تحت الجلد فتستحث نوعا من الغدد على إفراز المورفين الطبيعي الذي يحتوي عليه الجسم ؛ وبذلك يفقد المريض القدرة على الإحساس .
وهذا لا يؤثر على الصيام ما دام أنه موضعي وليس كلياَ ؛ ولعدم دخول المادة إلى الجوف.
الثالث : التخدير الجزئي بالحقن :
وذلك بحقن الوريد بعقار سريع المفعول ؛ بحيث يغطي على عقل المريض بثوان معدودة .
فما دام أنه موضعي وليس كليا فلا يفطر ؛ ولأنه لا يدخل إلى الجوف .
الرابع : التخدير الكلي :
اختلف فيه العلماء : وقد تكلم فيه العلماء السابقون في مسألة المغمى عليه ؛ هل يصح صومه ؟
وهذا لا يخلو من أمرين :
الأول : أن يغمى عليه جميع النهار ؛ بحيث لا يُفيق جزءا من النهار :
فهذا لا يصح صومه عند جمهور العلماء .
الثاني : أن لا يغمى عليه جميع النهار : فهذا موضع خلاف .
والصواب أنه إذا أفاق جزءاَ من النهار أن صيامه صحيح ,
لأن نية الإمساك حصلت بجزء من النهار ، ويُقال في التخدير مثل ذلك .
المسألة السابعة : قطرة الأذن :
لا تفطر .
فائدة: إذا كان في طبلة الأذن خرق : فإنه حينئذ تكون المداواة من طريق الأذن ؛ حكمها حكم المداواة عن طريق الأنف ، وقد تقدم .
المسألة الثامنة  : غسول الأذن :
غسول الأذن ينقسم إلى قسمين :
1-             إذا كانت الطبلة موجودة : فلا يفطر.
2-             إذا كانت الطبلة فيها خرق : فإنه يفطر , لأن السائل الداخل كثير.
المسألة التاسعة : قطرة العين :
لاتفطر , وبه قال الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله , وغيرهما.
- والعدسات اللاصقة للعين حكمها حكم قطرة العين كما سبق.
المسألة العاشرة : الحقن العلاجية:
وهذه تنقسم إلى :
1- حقن جلديه .
2- حقن عضلية .
3- حقن وريدية .
فأما الحقن الجلدية والعضلية غير المغذية : فلا تفطر عند أكثر المعاصرين , وقد نص على ذلك ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله واللجنة الدائمة.
وأما الحقن الوريدية المغذية : فإنها مفطرة : وهو قول الشيخ السعدي وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله , وأخذ به مجمع الفقه الإسلامي.
فرع : الإبر التي يتعاطاها مريض السكر ليست مفطرة .

المسألة الحادية عشر : الدهانات والمراهم واللاصقات العلاجية :
لا تفطر
المسألة الثانية عشر : قسطرة الشرايين :
لا تفطر
المسألة الثالثة عشر : الغسيل الكلوي :
مفطر , وبه قال الشيخ  ابن باز رحمه الله , وعليه فتوى اللجنة الدائمة.
فائدة: لو حصل مجرد التنقية للدم فقط , فإنه لا يفطر لكن الحاصل في غسيل الكلى إضافة بعض المواد الغذائية والأملاح , وغير ذلك .

المسألة الرابعة عشر : التحاميل التي تستخدم عن طريق فرج المرأة :
ومثله : الغسول المهبلي .
لا تفطر
المسألة الخامسة عشر : التحاميل التي تؤخذ عن طريق الدبر :
ومثله : الحقن الشرجية .
الأقرب أن هذه التحاميل لا تفطر , وهو قول ابن عثيمين رحمه الله
المسألة السادسة عشر : المنظار الشرجي :
الطبيب قد يدخل المنظار في فتحة الدبر ليكشف على الأمعاء , والتفصيل فيه نفس التفصيل في منظار المعدة .
المسألة السابعة عشر : ما يدخل في الجسم عبر مجرى الذكر من منظار أو محلول أو دواء :
لا يفطر
ومثل ذلك القسطرة في الإحليل ومنه إلى المثانة لتيسير خروج البول.
المسألة الثامنة عشر : التبرع بالدم :
تخرج هه المسألة على مسألة الإفطار بالحجامة .
والراجح : أنه يفطر بالحجامة
المسألة التاسعة عشر : ما يتعلق بأخذ شيء من الدم للتحليل :
هذا لا يفطر , لأنه يسير ولا يضعف البدن , وليس في معنى الحجامة
المسألة العشرون : معجون الأسنان :
لا يفطر
, لكن الأولى للصائم أن لا يستخدمه إلا بعد الإفطار , إذ نفوذه قوي , ويستغنى عن ذلك بالسواك , أو بالفرشة بلا معجون
ومثله الفرشة الكهربائية , وهي شبيهة بالفرشة العادية إلا أنه يستخدم معها معجون الأسنان.
فرع : السواك المعطر حكمه حكم معجون الأسنان.
المسألة الحادية والعشرون : حقن الدم للمريض وهو صائم :
مفطر
المسألة الثانية والعشرون : أخذ عينة من الدم للفحص :
لا يفطر ... سواء اخذت العينة من الوريد أو من الجلد بأن يجرح ويؤخذ عينة منه
المسألة الثالثة والعشرون : المضمضة الدوائية:
لا تفطر ,
لكن تكره للصائم فالأولى أن يؤخرها إلى بعد غروب الشمس , أما إذا احتاج لذلك فإن الكراهة تزول مع الحاجة .
وإذا تيقن أنه نفذ إلى الحلق ثم إلى المعدة فإنه يفطر , وأما إذا شك فإنه لا يفطر
المسألة الرابعة والعشرون : الغرغرة الطبية :
إذا وصلت لأول الحلق دون الوصول للمعدة فإنها لاتفطر
أما إذا وصلت المعدة وتيقن ذلك فإنها تفطر , وإذا شك فإنها لا تفطر
المسألة الخامسة والعشرون : المنظار الطبي للحلق :
 لا يفطر .. إلا إذا كان عليه دهونات أو كريمات ونحوها من السوائل.
المسألة السادسة والعشرون : حفر السن للصائم :
لا يفطر , والأولى للإنسان أن يؤخر ذلك إلى بعد الغروب.
المسألة السابعة والعشرون : خلع السن :
لا بأس به , ولكن  يكره خلع السن للصائم , وإن إحتاج إليه لشدة الألم فإن الكراهة تزول , لكن إن تيقن وصول شيء إلى المعدة فإنه يقضي الصيام.
المسألة الثامنة والعشرون : علاج الأسنان بالليزر:
لا أثر له على الصيام , إلا أن يبتلع شيئا من الدواء.
المسألة التاسعة والعشرون : زراعة الأسنان :
لا تفطر
المسألة الثلاثون : الأسنان المتحركة ( وهي التي يخلعها ويثبتها )
هذه أثناء تثبيتها , لاتخلو من أمرين:
أ‌-     أن تعاد إلى الفم , وليس فيها شيء من الأدوية العالقة بها..فهذه لا تفطر
ب‌-           أن تعاد إلى الفم , وقد علق بها شيء من السوائل الدوائية , فإن ابتلع هذه السوائل الدوائية , وتحقق من وصولها إلى المعدة , فإن بعض العلماء المتأخرين نص على أنه هذه الأشياء مفطرة
المسألة الحادية والثلاثون  : التلقيح الصناعي :
قد يحتاج الزوجان إذا لم يوفقا لإنجاب الولد بالطريقة الطبيعية إلى التلقيح الصناعي
وبعض الصور الجائزة التي تعمل في بلادنا :
أن يؤخذ من ماء الرجل ومن بويضة المرأة ثم يلقح ماء الرجل بهذه البويضة , ثم تزرع هذه البويضة مرة أخرى في رحم المرأة .
وإذا أردنا أن نأخذ من الذكر ماء فإنه لا يخلو من أمرين:
1-             أن يقوم هو بإخراجه :( مسألة مبنية على الاستمناء ), فهذا مفسد للصوم
2-             أن يسحب من الخصية : وهذا مفسد للصوم أيضا , لأنه إذا تعمد المكلف أن يخرج المني فإنه يفطر
- أما بالنسبة للمرأة فلا أثر له على صيامها .
·       فرع / إدخال المني في رحم المرأة بعد تلقيح البويضة ليس في حكم الجماع بالنسبة للصائم , فلا تفطر المرأة بذلك
المسألة الثانية والثلاثون : منظار الرحم :
لا يفطر
المسألة الثالثة والثلاثون : تركيب اللولب للمرأة :
لا يفسد الصوم
المسألة الرابعة والثلاثون : مداواة الجوف والدماغ:
لا أثر لها على الصيام , إلا إذا كانت المداواة للمعدة أو الأمعاء
المسألة الخامسة والثلاثون  : شرب الدخان:
اتفق الفقهاء على أن شربه مفطر
المسألة السادسة والثلاثون  : التنويم المغناطيسي :
وهو ما يستخدم طبيا لعلاج بعض الأمراض النفسية أو العضوية
-       ينقسم إلى قسمين:
أ‌-     التنويم البسيط : الذي يبقى معه شيء من الإدراك والكلام , وغالبا يكون خلال مدة قصيرة , فحكمه حكم النائم , والنائم صيامه صحيح.
ب‌-           التنويم المغناطيسي الذي يصل إلى مرحلة التخدير , ويغطي معه على العقل والإدراك , ويستخدم في إجراء العمليات الجراجية,

فحكمه : حكم الإغماء , وتقدم حكم الإغماء

الأحد، 15 مايو 2016

المستقبل لهذا الدين


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، إليه المستند وعليه المعتمد ،
نِعَمُه تَترَى، وَفضلُهُ لا يُحصى، وإليه وحدَهُ تُرفعُ الشَّكُوى
يـا من إلـيه جميـع الـخلق يبتهـل * وكـل حـيّ علـى رحمـاه يتكـل
يـا من نأى فرأى ما في القلـوب وما * تـحت الثرى وحجاب الليل منسـدل
أنـت المنـادى بـه في كل حادثـة * وأنـت ملجـأ من ضاقـت به الحيـل
أنـت الغيـاث لمن سُدَّت مذاهبـه * أنـت الدليـل لمن ضـلت به السبـل
إنـا قصدنـاك والآمـال واقـعـة * عليك ، والكـل ملهـوف ومبـتهل
فإن غفـرت فعن طَوْل وعن كـرم * وإن سطـوت ؛ فأنت الحـاكم العـدل
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ,  وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
عباد الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( بشرهذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض )
وقال "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين، بعِز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل به الكفر وأهله"
فلا يشك أهل الإسلام , ولو للحظة واحدة أن النصر للمسلمين وأن العاقبة للإسلام
وأن الرفعة لأولياء الله المؤمنين وعباده الصالحين
قال تعالى ( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
فالله عزوجل وعد أولياءه بالنصره والتمكين في هذه الدنيا
وهاهو تاريخ الصراع بين الحق والباطل يثبت ذلك
منذوا أن خلق الله البشرية , والنصر والتمكين في النهاية لأولياء الله وعباده الصالحين
فهذا نوح عليه السلام بعثه الله لقومه فدعاه  لعبادة الله وحده وترك الشرك وعبادة الأصنام
واستعمل معهم كل وسيلة ’ واستخدم كل طريقة   (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهار , فلم يزدهم دعائي إلا فرارا , وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا , ثم إن دعوتهم جهارا , ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا  )
فاستخدم عليه السلام معهم  كل طريقة, ولكنهم عارضوه وكذبوه وسخروا منه
وقالوا ( إنا لنراك في ضلال مبين )
وقالوا (ماهذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ) وقالوا ( ماسمعنا بهذا في آبائنا الأولين ,
إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين )
هذا رجل في ضلال هذا مجنون ( وقالوا مجنون وازدجر)
بل إنهم تمادوا في طغيانهم وهددوه بالقتل والرجم
(وقالوا لئن لم تنته يانوح لتكونن من المرجومين )
أما نوح عليه السلام فاستمر في دعوتهم صابرا على أذاهم , محتسبا في دعوتهم , وبقي على ذلك الف سنة إلا خمسين عام ,كما قال تعالى ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما)
ومع هذه المدة الطويلة ,في دعوتهم , واستخدام كل وسيلة في هدايتهم , واصبر على آذاهم  (ما آمن معه إلا قليل)
بل إنه كلما انقرض جيل وصوا الجيل الذي بعدهم بعدم الإيمان بنوح , ومحاربته, وعدم الدخول في دينه
وكان الأب إذا بلغ ولده وعقل , وصاه فيما بينه وبينه , ألا يؤمن بنوح أبدا , وألا يدخل في دينه
وازداد طغيانهم واستكبارهم في الأرض و (  قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا  فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين)
إن كان عندك ربك عذاب فأت به إن كنت من الصادقين
فغضب نوح عليه السلام .... ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر)
( وقال نوح رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا, إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )
فاستجاب الله لدعاءه( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون )
ثم أمر الله عزوجل  نبيه نوح بأن يصنع سفينة , وهو في مكان لابحر فيه
فبدأ عليه السلام في صناعة هذه السفينة في الصحراء , وهو يعلم علم اليقين بنصر الله له
وكان في اثناء صناعة السفينة
(كلما مر عليه ملاء من قومه سخروا منه )  كيف يانوح تبني سفينة في الصحراء إنك لرجل مجنون , ويسخرون منه .
فيقول لهم  (إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون , فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم )
فلما اكتمل بناء السفينة
أعطى الله عزوجل نوح عليه السلام , علامة , وهي خروج الماء من التنور
(فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين( ادخل في هذه السفينة من كل شي ذكر وأنثى ) وأهلك إلا من سبق عليه القوم منهم , ولاتخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)
لاتكلمني في هؤلاء المغرقون
فقد يأتي نوح عليه السلام  رقة وعطف على قومه الما يرى عذاب الله عليهم , فأمره الله ألا يخاطب وألا يكلمه فيهم
وبالفعل جاءت العلامة , وحل غضب الله عليهم
وفار الماء من التنور , فانطلق نوح عليه السلام ومن آمن معه و ( ما آمن معه إلا قليل )
فركبوا السفينة , فأغرق الله الكافرين ونزل بهم العذاب الأليم
قال تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر , وفجر الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر)

وهكذا تكون نهاية الظالمين

يرسل الله عزوجل نبيه صالح  إلى قومه ثمود , وكان في الحجر ,
وهو مايعرف الآن بمدائن صالح
وقد أعطى الله عزوجل قوم صالح من القوة والتمكين مالم يعط أحد  غيرهم
فكانوا يتخذون من سهول الأرض قصورا, وينحتون من الجبال بيوتا فارهين
وكانوا يعيشون آمنين  , في جنات وعيون, وزروع ونخل طلعها هضيم
فكان عندهم القوة والأمان والخير العظيم
ولكنهم كفروا بنعمة الله , وأشركوا بالله تعالى , وعبدوا الأصنام من دون الله
فأرسل الله عزوجل إليهم نبي الله صالح من قومه , ومن خيارهم
فدعاهم إلى عبادة الله وحده , وترك عبادة الأصنام
و( قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) وقال( إني لكم رسول أمين , فاتقوا الله وأطيعون )
واجتهد في دعوتهم غاية الإجتهاد , إلا أنهم رفضوا دعوته , وكفروا بالله تعالى وأعرضوا عنه
و( قالوا ياصالح قد كنت  فينا مرجوا قبل هذا , أتنهانا أن نعبد مايعبد آباؤنا )
و( قالوا إنما أنت من المسحرين ) أنت مسحور, نحن نعرفك , نعرف رجاحة عقلك لكن سحرت.
ثم ازداد طغيانهم وكفرهم , تجرأوا على نبي الله صالح
وقال   (ما أنت إلا بشر مثلنا )
وقال بعضهم لبعض ( أألقي عليه الذكر من بيننا بل هو كذاب أشر)
فرفضوا دعوته , وحاربوه , وعادوا كل من دخل في الدين الحق
قال ابن كثير : رحمه الله
ذكر المفسرون أن ثمود قوم صالح اجتمعوا مرة في ناديهم , فجائهم رسول الله صالح فدعاه إلى الله تعالى , وذكرهم ووعظهم , فقالوا له ياصالح  : إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة , وأشاروا إلى صخرة هناك , إن أنت أخرجت منها ناقة  صفتها كذا وكذا , آمنا بك
( فأت بآية إن كنت من الصادقين)
ولاشك أن هذا طلب غريب , كيف يخرج من صخرة صماء ناقة عشراء
فقال لهم نبي الله  صالح : أرأيتم إن أجبتكم إلى ذلك ( إن تحقق هذا , وخرج من هذه الصخرة ناقة )
, أتؤمنون بما جئت به قالوا : نعم . فأخذ على ذلك  عهودهم  ومواثيقهم
ثم قام إلى مصلاه فصلى ’ ثم دعا الله عزوجل أن يخرج من هذه الصخرة ناقة
وهم ينظرون إلى هذه الصخرة
فاستجاب الله عزوجل للدعاء , وحدثت المعجزة العظيمة , والآية الباهرة
اذ انفلقت هذه  الصخرة لتخرج منها ناقة عظيمة
وهم يرون بأعينهم هذا المنظر الهائل , وهذا القدرة العظيمة وهذا الدليل القاطع
فقال صالح عليه السلام فرحا مسبتشرا
( هذه ناقة الله لكم آية )
لاعذر لكم أن تأمنوا بالله وحدة , وها أنتم تشاهدون الدليل القاطع على صدق كلامي
فهل أسلموا ياترى , ما أسلم معه إلا  قليل , أما  أكثرهم  فاستمر على كفرهم وضلالهم
ثم قال لهم صالح عليه السلام
( هذه ناقة الله لكم آية , فذروها تأكل في أرض الله , ولاتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم)
اتركوها ترعى حيث شاءت , في أي روض وفي أي مكان
ثم ( قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم, ولاتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم)
يوم لها ترد على الماء , ويوم لكم
فكانوا إذا وردوا الماء أخذوا الماء ليومهم ولغدهم
وكان أهل القرية جميعا , يشربون من لبن هذه الناقة ’ وكانت تكفيهم
وهكذا استمروا على هذا الحال , لايمسوها بسوء , ولايردون الماء في اليوم الذي ترد فيه
فلما طال عليهم هذا الأمر , تضايقوا من ذلك  ,( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون)
كان عندهم تسعة رجال من أشقى عباد الله , وعلى رأسهم رجل يقال له قدار بن سالف
اجتمع هؤلاء التسعة الأشقياء , وتناقشوا في أمر هذه الناقة
فاتفقوا على أن يعقروا الناقة ,أن يذبحوها
وزين لهم الشيطان أعمالهم
فخروجوا إلى الناقة وترصدوا له  فلما صدرت من وردها , قام أشقى القوم
قدار بن سالف فضربها فسقطت على الأرض  , فاجتمعوا عليها يضربونها بالسيوف حتى قتلوها
( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم )
فجائهم صالح لما سمع بالخبر , فقابلوه بالعناد والإستكبار
( وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين)

تتوعدنا بالعذاب إذ نحن عقرنا الناقة ’ فها نحن عقرناه وقتلنها
عندها قال نبي الله صالح  ( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام , ذلك وعد غير مكذوب)
فلما انتهت الثلاثة ايام جاءهم عذاب الله العظيم ( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين)
( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين , فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا , إن في ذلك لآية لقوم يعلمون)
فهذه نهاية الضالمين, وهذه خاتمة المعتدين
وهذا النصر والتمكين دائما في النهاية  لعباد الله الصالحين
كما قال تعالى ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾


اقول قولي هذا واستغفر الله فاستغفروه

الخطبة الثانية