الْحَمْدُ
للهِ مُسْبِغِ الآلَاء وكَاشِفِ
اللَّأْوَاء ، مُعِيدِ الْبَرَكَاتِ وَالنِّعَم ومُبِيدِ
الشُّرُورِ وَالنِّقَم ، يَبْتَلِي عِبَادَهُ
بِجَدْبِ الدِّيَارِ وَنَقْصِ
الأَمْطَارِ لِلابْتِلَاءِ وَالاخْتِبَار ، سُبْحَانَهُ أَلَا هُوَ
الْعَزِيزُ الْغَفَّار
.
لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الوَلِيُّ الْحَمِيد
، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيد ،
لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لا خَالِقَ
وَلا
رَازِقَ سُوَاهُ لِلْعَبِيد ، لا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ لا رَادَّ لِمَشِيئَتِهِ وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ، لا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ قَوْلُهُ حُكْمٌ
وَقَضَاؤُهُ حَتْمٌ وَإِرَادَتَهُ عزَم ، لا إِلَهَ
إِلَّا اللُه لا يَخِيبُ مَنْ لَاذَ
بِهِ وَرَجَاه ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لا يَنْقَطِعُ
مَنْ
أَمَّلَهُ وَدَعَاه .
سُبْحَانَ ذِي الْبَهَاءِ وَالْمَجْدِ ، سُبْحَانَ ذِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ ، سُبْحَانَ بَاهِرِ الآيَاتِ ، سُبْحَانَ فَاطِرِ
السَّمَوَاتِ وَبَارِئِ النَّسَمَاتِ ، سُبْحَانَ
مَنْ يَعْلَمُ عَدَدَ قَطْرِ الْأَمْطَار ، وَعَدَدَ مَا أَظْلَمَ
عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَأَشْرَقَ
عَلَيْهِ النَّهَار .
نَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى وَنَشْكُرُهُ وَنَتُوبِ إِلَيْهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْوَاحِدُ
الْقَهَّار ، وَنَشْهَدُ أَنَّ
نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَار ،
خَيْرُ مَنِ اسْتَغَاثَ رَبَّهُ
وَاسْتَسْقَى ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
الأَطْهَارِ وَصَحَابَتِهِ الْأَبْرَار ، الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ
وَالأَنْصَار ،
وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ
الدَّينِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً
كَثِيرَاً .
عباد الله
فَإِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ
دِيَارِكُمْ وَقَدْ خَرَجْتُمْ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ اقْتِدَاءً
بِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
، وَطَلَبَاً لِرَضَا رَبِّكُمْ وَطَمَعَاً
فِيمَا عِنْدَ مَوْلَاكُمْ ، فَأَبْشِرُوا فَإِنَّ اللهَ لا يُخِيِّبُ
مَنْ رَجَاهُ وَلا يَرْدُّ مَنْ
وَالاهُ ، أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
؟ ءَإِلَهُ مَعَ الله.
و إِنَّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَالَ وَوَعْدُهُ الْحَقُّ (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، وَقَالَ
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ
يَرْشُدُونَ))
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ :
اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لا
تَدْعُوَن أَصَمَّ وَلا غَائِبَاً
، وَإِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعَاً قَرِيبَاً مُجِيبَاً ، إِنَّهُ اللهُ
عَزَّ
وَجَلَّ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) يَغْفِرُ ذَنْبَاً وَيُفَرِّجُ
كَرْبَاً ، يَحْيِي مَيِّتَاً
وَيُمِيتُ حَيَّاً ، وَيُجِيبُ دَاعِيَاً
وَيَشْفِي سَقِيمَاً
، وَيَجْبُرُ كَسِيرَاً وَيُغْنِي فَقِيرَاً ، وَيَفُكُّ عَانِيَاً
وَيُشْبِعُ جَائِعَاً ، وَيَكْسُو
عَارِيَاً وَيَشْفِي
مَرِيضَاً ، وَيُعَافِي مُبْتَلَىً
وَيَقْبَلُ تَائِبَاً ، وَيَجْزِي مُحْسِنَاً وَيَنْصُرُ مَظْلُومَاً
.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ :
إِنَّكُمْ خَرَجْتُمْ
تَسْتَغِيثُونَ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لَا رَبَّ
لِنَا سِوَاه , إِنَّهُ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ
الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَدْ ، خَلَقَ فَسَوَّى وَقَدَّرَ فَهَدَى
، وَأَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً
أَحْوَى ، يَبْسُطُ الرِّزْقَ وَيُغْدِقُ
الْعَطَاءَ .
إِنَّهُ اللهُ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ذُوُ الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، الْوَاسِعُ الْعَلِيمُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ،
وانيبوا إلى ربكم ياعباد الله واستغفروه
وجدِّدوا
التوبةَ ، وطهروا القلوبَ من الحسَد والبغضاء والغِلِّ والشحناء،
وصونوا
ألسنتكم
من الغيبةِ والنميمة والكذب ، واحذَروا الوقوعَ في الأعراض وترويجَ الأكاذيب
والشائعات،
أدّوا زكاةَ أموالكم طيِّبةً بها نفوسكم، تراحَموا، وتسامحوا، وصِلوا الأرحام، وبرّوا
الوالدين،
وأحسِنوا إلى الفقراءِ والمساكين والأرامل والأيتام والمحاويج، كونوا إخوةً
متحابّين،
على
البرّ والتقوَى متعاوِنين، تحلَّوا بالأخلاق الكريمة،
أُمَّةَ
الإِسْلَامِ : أَيْنَ الْقُلُوبُ مِنَ
التَّعَلُّقِ بِعَلَّامِ الْغُيُوبِ ؟ أَيْنَ أَنْتُمْ
مِنَ اللهِ الذِي قَالَ عَنْهُ رَسُولُهُ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ
رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ
يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفَرًا)
فَأَنَّا رَافِعٌ يَدَيَّ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ :
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ
يَا قُيَّوُمُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ
غَفَّارَاً فَأَرْسِلَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارَاً ،
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ
أَغِثْنَا
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ،
غيثا مغيثا , هنيئاً مريئاً ,
غدقاً مجللاً , سحاً طبقاً , نافعا غير ضار, عاجلا غير آجل.
اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا خَيْرَ مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ
مَا عِنْدَنَا ،
، اللَّهُمَّ أَغِثْ
قُلُوبَنَا
بِالإِيمَانِ، وَبِلَادَنَا بِالصَّيِّبِ النَّافِعِ يَا رَحْمَن.
اللهمّ
اسق عبادَك وبهائمك، وأحيِ بلدك الميّت، وانشُر رحمتك، اللهمّ أغثنا غيثًا مباركا،
تحيِي به
البلاد،
وترحَم به العباد، وتجعَله بلاغًا للحاضر والباد
اللهمّ
ارحَم الشيوخَ الركّع، والبهائمَ الرتّع، والأطفال الرّضّع
اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْبِلَادِ وَالْعِبَادِ مِنْ
الْبَلَاءِ وَالْجَهْدِ مَا لا
نَشْكُوهُ
إِلَّا إِلَيْكَ،
إلهنا:
أيدينا إليك مُدَّت، ودعواتُنا إليك رفعت، وأنت يا الله لا تُخيِّب مؤمنًا دعاك،
ولا ترد مؤمنًا
ناجاك،
اللهم لا ترد يدينا صفرًا، اللهم لا ترد دعائنا خائبًا، اللهم أجب دعاءنا، اللهم
حقق رجاءنا،
يَا رَبَّنَا اللَّهُمَّ اسْقِ بَهَائِمَكَ
وَعِبَادَكَ وَأَحْيِي بَلَدَكَ الْمَيِّتْ. اللَّهُمَّ قَدْ
رَفَعْنَا إِلَيْكَ أَيْدِينَا
فَلا تَرُدَّنَا
بِذُنُوبِنَا
خَائِبِينَ، وَلا مِنْ عَطَايَاكَ مَحْرُومِينَ
يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ. ، اللهم حقق رجاءنا، وأعطنا سؤلنا، و لا
تخيب
دعاءنا
عباد الله
اعلموا أن من السُنَّة قلْب الأردية تأسّيًا
بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وتفاؤلًا بتغير الحال
فاقلبوا
أرديتكم واجتهدوا في الدعاء، وألحوا في المسألة
لا إِلَهُ إِلَّا
أَنْتُ سُبْحَانَكَ إِنَّا كُنَّا مِنَ
الظَّالِمَينَ.
نَسْتَغْفِرُكَ رَبَّنَا وَنَتُوبُ إِلَيْكَ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ
الْعِزَّةِ
عَمَّا
يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ
للهِ
رَبِّ الْعَالِمَينَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق