ما أسرع أيام هذا الشهر الفضيل , كنا بالأمس نترقب هلاله
وها نحن اليوم ... نقف على أبواب عشره الأخيرة
مضت ايام من رمضان ... كأنما هي ساعات أو لحظات , وانقضى منه أيام
مباركات وليالي نيرات.
وهكذا هو العمر يمضي يوما يوما , وينقص ساعة بعد ساعة
وكلما كان الإنسان في رغد من الغيش وأمن وأمان وعافية , لم يشعر بمرور
الأيام ,
وسرعت الزمان , وكلما اقتربت الساعة تقارب الزمان
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( لاتقوم الساعة حتى يتقارب
الزمان , فتكون السنة كالشهر , ويكون الشهر كالجمعة , وتكون الجمعة كاليوم , ويكون
اليوم كالساعة , وتكون الساعة كاحتراق السعفة أو الخوصة )
فالحياة الدنيا قصيرة مهما طالت , سريعة الزوال مهما امتدت
قال تعالى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ
أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ
هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا )
فاغتنموا ساعات العمر في طاعة الله , واغتنموا هذا
الشهر الفضيل
, وأحسنوا فيما بقي من أيامه المباركة
فقد بقيت عشره المباركة , التي هي مسك ختامه , وزبدة أيامه .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم
( إذا دخل العشر شد مئزره , وأحيا ليله , وأيقظ أهله )
(وكان يجتهد في العشر الأواخر ما لايجتهد في غيره )
فاجتهدوا في هذه العشر الفاضلات , وفقنا الله جميعا لاغتنامها,
وكتب لنا قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا